من أراد أن ينوي النية الصالحة في عمله، فلا بد أن يلتفت إلى الباعث الداعي الذي يزجره نحو ذلك العمل، فيحرص على أن يكون باعثه أمرا صالحا مشروعا، مما يحبه الله ويرضاه ويثيب عليه، فتنطلق النية والإرادة نحو ذلك العمل بسبب هذا الباعث الصالح، وبهذا تكون النية لله تعالى، ثم عليه بعد ذلك أن يحافظ على هذا الداعي الأصلي الخالص لله تعالى، فلا يتفلت منه أثناء عمله، ولا يتقلب، ولا ينصرف إلى غير الله، ولا يداخله شرك آخر.
فمن أراد أن يقوم بعمل ” قراءة القرآن الكريم ” مثلا، ويكون عمله خالصا متقبلا عند الله تعالى، فلا بد أن ينشأ الباعث في نفسه نشأة صحيحة شرعية، كقصد عبادة الله تعالى، أو يعلم فضيلة ثواب قراءة القرآن الكريم فتتشوف النفس لتحصيله، أو يعرف منفعة التدبر والتأمل في آيات الله تعالى، أو أن القرآن الكريم يأتي شفيعا لصاحبه يوم القيامة، أو يستحضر أن القرآن كلام الله، وهو من أحب ما يتقرب به إليه، ونحو ذلك من البواعث الشرعية التي تلقي في النفس الرغبة نحو هذا الفعل.
فإذا رغبت النفس به، وانطلقت الإرادة نحو تحقيقه لأجل تلك الأغراض: تحققت النية، ثم إذا توفرت القدرة لتحقيق التلاوة: اكتمل العمل المشروع الخالص لوجه الله عز وجل.
ثم يبقى عليه بعد ذلك أن يحافظ على ما حصله من النية الخالصة، والعمل الصالح، فعدوه إبليس يتلصص عليه، حريص على أن يخطف منه ما استطاع !!