في هذا الحديثِ يَحكي عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي ليلى أنَّ كعبَ بنَ عُجْرةَ رضِي اللهُ عنه لَقِيَه فقال له: ألا أُهدِيكَ هدِيَّةً سمعتُها مِنَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فقال له: بلى، فقال كعبٌ رضِي اللهُ عنه: سألْنَا رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ كيفَ الصَّلاةُ عليكمُ أهْلَ البيتِ؟ أي: كيفَ نُصلِّي على أهْلِ البيتِ في التَّشهُّدِ في الصَّلاةِ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ»، أي: عظِّمْه في الدُّنيا بِإعلاءِ ذِكرِه، وإظهارِ دِينِه وإبقاءِ شَريعتِه، وفي الْآخرَةِ بِإجزالِ مَثوبَتِه وتَشفِيعِه في أُمَّتِه، وإبداءِ فَضيلَتِه بِالمقامِ المحمودِ، «وعلى آلِ محمَّدٍ كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجِيدٌ، اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ»، أي: أَثْبِتْ له وأَدِم له ما أعطيتَه مِنَ التَّشريفِ والكرامةِ وزِدْه مِنَ الكمالاتِ ما يَليقُ بكَ وبه، «وعلى آلِ محمَّدٍ كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ».
المصدر الدرر السنية .
https://dorar.net/hadith/sharh/16194
****
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مِن القربات العظيمة ، والطاعات الجليلة التي ندبَ الشرعُ إليها، وهي مِن أنفَع أدعية العبد له في الدُّنيا والآخرة، ومِن لوازم وتمام محبَّته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقيره وأداء حقِّه.
وأما عن الطريقة المثلى للصَّلاة على سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم؛ فقد وردَ في ذلك عِدَّةُ صِيَغ صَحيحة، يمكنك مراجعتها في كتاب: صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للعلامة الألباني -رحمه الله- (ص 165، طبعة مكتبة المعارف بالرياض)، ومن أصحّ هذه الصِّيغ وأشهرها: الصِّيغتان اللَّتان علَّمهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه -رضي الله عنهما- لمَّا سألوه عن كيفيَّة الصَّلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وهما:
الصيغة الأولى: اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. رواه البخاري (3370)، ومسلم (406)، من حديث كعب بن عجُرة -رضي الله عنه-.
والصيغة الثانية: اللهمَّ صلِّ على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. رواه البخاري (3369)، ومسلم (407)، مِن حديث أبي حُمَيد السَّاعدي -رضي الله عنه-.
المصدر الإسلام سؤال وجواب.