الواجب على المسلمين عامة ، وطلبة العلم والمنتسبين إلى السنة والحديث خاصة ، أن يتزينوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم ، فتلك حليتهم التي يرتفعون بها عند الله ، وينالون بها مراتب الجنان ، لا بالانتساب اللفظي إلى أهل الحديث ، ولا بالانتساب الشكلي إلى أهل العلم والفقه ، فكل هذه العلوم إنما هي وسائل لتحقيق العبودية لله سبحانه ، وأعظم العبودية أن تراقب الله تعالى في معاملتك لخلقه ، فتحسن إليهم ، وتشفق عليهم ، وتتواضع لهم ، وتتجنب الاستطالة عليهم ، حتى لو اعتقدت أنك على الحق والسنة ، وغيرك على المعصية والبدعة ، فليس ذلك بمجيز لك أن لا تعاملهم بما أمرك الله عز وجل به ، قال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل/125، وقال سبحانه : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) المؤمنون/96، وقال جل وعلا : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/34-35، وقال عليه الصلاة والسلام : ( خالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي (1987) وحسنه الألباني في ” صحيح الترمذي “.