{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن : 1]
{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}
[الجن : 2]
القرآن كلام الله ، تكلم به على الحقيقة ، فلا بد أن يكون له في قلوبنا من الإجلال والتعظيم ما يليق به ، ولا يجوز التحدث عن القرآن أو وصفه أو تشبيهه بما يكون من شأنه الاستهانة به أو التقليل من مكانته أو النيل من منزلته في قلوب المؤمنين .
وأما تشبيه القرآن بما يعزز مكانته ويبين أثره في النفوس : فلا حرج فيه .
وقد روى الطبري (19/181) عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه في قوله تعالى : ( مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) قال: ” مثل المؤمن قد جعل الله الإيمان والقرآن في صدره كمشكاة ” .
وروى البخاري (5427) ، ومسلم (797) عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ) .
ورأينا في كلام السلف تمثيل القرآن بالغيث وبالمصباح وبالمسك وبالروضات الدمثات .
فمثل هذا التمثيل يليق بكلام الله ؛ حيث لا مطعن فيه بوجه ، لا على وجه الشبه بين المشبه والمشبه به ، ولا على المشبه به .
المزيد :
الشيخ ناصر الحميد